أصبحت المهارات الرقمية عنصرًا أساسيًا للنجاح في سوق العمل الحديث؛ فلم يعد امتلاك الشهادة وحده كافيًا.
بل أصبح من الضروري اكتساب مهارات رقمية عملية تساعد على التكيف مع متطلبات الوظائف الحالية والمستقبلية.
المهارات الرقمية التي يجب اكتسابها لسوق العمل
المهارات الرقمية أصبحت شرط أساسي في أغلب الوظائف، مهما كان التخصص.
وتتنوع بين مهارات أساسية يحتاجها الجميع، ومهارات متقدمة مطلوبة في مجالات تقنية محددة:
1- مهارات رقمية أساسية للجميع
الإلمام الجيد بالحاسوب والإنترنت باستخدام أنظمة التشغيل، برامج الأوفيس، البريد الإلكتروني.
كذلك أدوات الاجتماعات عن بعد مثل منصات الفيديو، وإدارة الملفات السحابية.
والثقافة الرقمية متمثلة في فهم الأمان على الإنترنت، حماية البيانات الشخصية، وتمييز الأخبار المضللة، واستخدام المنصات الرقمية بشكل أخلاقي.
2- تحليل البيانات والتفكير الرقمي
تحليل البيانات الأساسية: التعامل مع الجداول، قراءة التقارير، واستخدام أدوات مثل الجداول الإلكترونية وأساسيات SQL
أو أدوات التحليل البسيطة لاتخاذ قرارات مبنية على أرقام، كذلك مهارات التفكير التحليلي وحل المشكلات الرقمية:
القدرة على فهم الأنظمة الرقمية، تحليل المشكلات التقنية البسيطة، واقتراح حلول عملية مبنية على البيانات والمنطق.
3- مهارات تقنية عالية الطلب
تتمثل في أساسيات البرمجة أو تطوير البرمجيات حتى لو في مستوى تمهيدي، مثل Python أو JavaScript؛
مما يساعد على فهم الأتمتة، بناء سكربتات بسيطة، أو التعاون مع فرق التطوير، كذلك التعامل مع الحوسبة السحابية والمنصات الرقمية:
من خلال فهم مفهوم الخدمات السحابية، والتعامل مع أدوات التخزين والعمل التعاوني مثل منصات السحابة وإدارة المشاريع الرقمية.
4- التسويق الرقمي وصناعة المحتوى
التسويق الرقمي يعني الإلمام بأساسيات تحسين محركات البحث، إدارة الإعلانات الممولة، التسويق عبر شبكات التواصل، والبريد الإلكتروني.
وهي مهارات مطلوبة بقوة في الشركات والمؤسسات، وأيضًا إنشاء المحتوى الرقمي سواء كتابة ونشر محتوى مناسب للمنصات.
أو تصميم بسيط (تصاميم سوشيال ميديا، عروض تقديمية)، وفهم تجربة المستخدم في المواقع والتطبيقات.
5- مهارات متقدمة للمستقبل
تشمل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة عن طيق فهم المبادئ الأساسية للتعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي.
كذلك استخدامها في الأتمتة والتحليل واتخاذ القرار، أصبح من المهارات التي يزداد الطلب عليها سريعًا.
أيضًا الأمن السيبراني بمعرفة أساسيات حماية الأنظمة والبيانات، واكتشاف المخاطر الرقمية الشائعة.
فهي ضرورية في المؤسسات التي تعتمد على الأنظمة المتصلة بالإنترنت.
اقرأ أيضًا: أهمية تعلم مهارات التواصل في سوق العمل
كيف تختار مسار تعليمي في البيانات أو البرمجة

اختيار المسار بين البيانات والبرمجة يبدأ من فهم الذات وليس من اختيار لغة عشوائية.
فالفكرة أن يختار طريق يناسب طريقة التفكير، والأهداف المهنية، ونوع المهام اليومية المرغوبة.
1- مسار البرمجة (تطوير برمجيات/ويب/تطبيقات)
يركز على بناء أنظمة وتطبيقات ومواقع، التفكير في منطق الكود، التعامل مع واجهات المستخدم أو الخوادم وقواعد البيانات.
- تطوير واجهات ويب (HTML, CSS, JavaScript) لمن يحب الشكل والتجربة المرئية.
- تطوير Back-end مثل (Python, PHP, Node.js) لمن يحب المنطق وقواعد البيانات.
- تطوير تطبيقات جوال لمن يعجبه تصور تطبيق كامل على الهاتف.
2- مسار البيانات (تحليل/علم بيانات/هندسة بيانات)
يركز على جمع البيانات وتنظيفها وتحليلها واستخلاص قرارات أو نماذج تنبؤية؛
فالعمل اليومي يكون مع الجداول، الأرقام، الرسوم البيانية، وأحيانًا الخوارزميات الإحصائية.
- محلل بيانات: تركيب البيانات، تنظيفها، عمل Dashboards بأدوات مثل Excel/Power BI/Python)).
- عالم بيانات: تحليل متقدم، نماذج تنبؤية، تعلم آلي ، مكتبات مثل pandas, scikit-learn.
- مهندس بيانات: بناء خطوط نقل وتخزين البيانات، قواعد بيانات، أدوات سحابية.
فيمكن تجربة قصيرة لكلٍ من المجالين ثم بعدها تتمكن من معرفة أي نوع من المهام كان أسهل وأفضل لتحديد المسار المناسب لك.
كذلك يجب مراعاة أن تتوافر فرص عمل في المسار المختار في الدولة التي تعيش فيها.
الاستثمار في تعلم المهارات الرقمية يفتح آفاقًا واسعة للفرص المهنية ويعزز من قدرتك التنافسية في سوق العمل.
وكلما بدأت في تطوير هذه المهارات مبكرًا، زادت فرصك في تحقيق الاستقرار والنجاح المهني.










